أنت رجل مسلم؟؟اذا فإضرب زوجتك فهذا حقك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طالعني اليوم موضوع سخيف لسلفي أسخف يحلل فيه ضرب الزوج لزوجته والذي هو من المواضيع المأخوذة على الإسلام من أنه دين تميز عنصري ودين رهاب وارهاب مستشهد بالأية الكريمة رقم 34 من سورة النساء مما دفعني لشرحها له كما ارتأيتها وعلى النحو التالي :
أخي صحاب هذا الطرح المؤلم .......
تقول الآية الكريمة التالي :

((( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فان اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ان الله كان عليا كبيرا ))) النساء 34

وعليه
فلا بد لنا أولا من أن نفهم تلك الكلمات التي حددتها باللون الأحمر والأزرق في الآية الكريمة...
ونأتي على أول كلمة نشوزهن والتي فسرها من فسرها من علمائنا الفطاحل - ولاأدري على اي اساس كان قد اتحفنا بهذا التفسير الأحمق - بأنها عبارة عن امتناع الزوجة من تنفيذ رغبات زوجها الجنسية وبحيث تصبح المرءة من خلال هذا التفسير لأحمق وكأنها خلقت لهذا الغرض والذي هو متعت الرجل من واجب سماوي إلهي كان قد فرض عليها وعلى نظيراتها من نساء المسلمين بغض النظر عن رغباتهم الشخصية اتصبح الرسالة الإجتماعية السمحة القائمة على العدل كله مجرد رسالة بطرياركية لاهم لها سوى الرجال ورغباتهم .
وعليه نقول :
ان الفعل الثلاثي لكلمة نشوزهن هو ( ن ش ز ) .
ونشز الشيئ في القرآن الكريم تأتي بمعنى ( الجمع الشديد بين الأشياء والذي قد يصل لدرجة الإلتصاق ) .
وتراها واضحة في الآية التالية :

(((يا ايها الذين امنوا اذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم واذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير ))) المجادلة 11

وهنا نرى بأن الإفساح هو التباعد بين الجالسين في المجالس ليكون النشوز هو الفعل العكسي للتباعد والذي يأتي بمعنى التقارب والإلتصاق كي يستوعب المكان اعداد الحاضرين في هذا المجلس .....
كما وأن الآية الكريمة التالية توضح لنا المعنى أكثر ...

((( او كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال انى يحيي هذه الله بعد موتها فاماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما او بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر الى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر الى حمارك ولنجعلك اية للناس وانظر الى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال اعلم ان الله على كل شيء قدير ))) البقرة 259

وعليه
فإن الله سبحانه وتعالى يقول لنا هنا بأنه يجمع العظام التي أصبحت فتات ناعم ويلصقها ببعضها ويضغطها بقوله ( ننشزها ) ...
اذا
فإن نشز الشيئ يعني جمعه مع بعضه لدرجة الضغط أو الإلتصاق .
وأما كلمة فعظوهن فتأتي بمعنى الحوار الذي يعتمد التذكير اسلوب له حتى يصل السامع لفهم ماتعظه بشأنه :

((( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين ))) النحل 125

فاللآية الكريمة هنا توضح معنى العظة والتي تأتي بعد الحكمة ومن خلال الإنسان الذي اصبح حكيما كأسلوب حواري منطقي ومقنع يوصل من خلاله ذاك الحكيم حكمته وعظته لمن يريد له أن يتعظ ...
ونأتي الأن لكلمة ( وهجروهن ) ....
والهجرة في القرآن الكريم تأتي بمعنى الإبتعاد عن المكان الذي تحبه مقابل ماتؤمن به مع حنينك له ورغبتك في العودة له يوما لقول الآية الكريمة التالي :

((( فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم واوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لاكفرن عنهم سيئاتهم ولادخلنهم جنات تجري من تحتها الانهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب ))) ال عمران 195

اذا
فإن الهجرة هنا مؤقته بإخراج المهاجر من دياره بسبب الإضطهاد مع حنينه للعودة لها والذي يطيب الله سبحانه وتعالى له خاطره ويقول له بأن أجر هذه الهجرة وهذا الحنين هو الجنة أو تحقيق الهدف ....
وعليه
فالهجرة هي الإبتعاد المؤقت عن شيئ احبه أو ارغب به مقابل شيئ أؤمن به من التغير المطلوب والذي دفعني لهذه الهجرة ...
ونأتي الأن على كلمت ( اضربوهن )
وكلمت ( ضرب ) في القرآن الكريم تأتي بأكثر من معنى ولاداعي للتبحر بها هنا كي لايطول المقال ...وانما أكتفي بالتنويه بأنها تأتي بمعنى الرحيل وتغير المكان لقوله :

((( يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لاخوانهم اذا ضربوا في الارض او كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير ))) أل عمران 156

وواضح هنا من سرد الآية الكريمة بأن اللذين قد ضربوا في الأرض كانو قد رحلو من مكانهم لمكان أخر وبشكل نهائي لقول ذويهم ( لو كانو عندنا ما ماتوا )
وعليه
فالضرب من الإضراب والذي هو الإمنتاع والرحيل ..
والأن
دعنا نشرح الآية الكريمة المشابهة للآية التي بين ايدنا والخاصة هنا بنشوز الرجال وبعد بأن ندرجها هنا بناء على فهمنا الجديد من معنى الكلمات بأن النشوز هو التقارب وأن الهجر يكون رحيل مؤقت على حين أن الضرب هو رحيل نهائي ونقول :

((( وان امراة خافت من بعلها نشوزا او اعراضا فلا جناح عليهما ان يصلحا بينهما صلحا والصلح خير واحضرت الانفس الشح وان تحسنوا وتتقوا فان الله كان بما تعملون خبيرا ))) النساء 128

وواضح هنا بما لايدع مجال للشك بأن النشوز هو عكس الإعراض كونها جمعهما معا في آية واحدة....
فالإعراض معروف للجميع بأنه الإمتناع عن الشيئ ...
اذا
فإن النشوز هو الرغبة الرغبة في الإلتصاق بمعنى الرغبة المفرطة في الجماع وليس كما فسرها علماء النكاح الذكورين من أنها إمرءة تتكبر على زوجها كي يصنعو منها عبدة لهم ولرغباتهم وقتما شاؤ وكيفما شاؤ ....
اذا
فإن الزوجة التي تخاف من زوجها رغبته المفرطة في الجماع أو إعراضه المفرط عن الجماع فلا جناح عليها أن تحاول إصلاح مابينهما عن طريق الحوار لإن هذا الموضوع سيأثر حتما على العلاقة الزوجية بينهما ويؤدي الى نهايتها .
وسيتضح لك طرحي تماما بعد ذكرنا للآية موضوع الحوار وشرحها بناء على المعطيات الجديدة :

((( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فان اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ان الله كان عليا كبيرا ))) النساء 34

وعليه
فالمرءة التي تخافون من نشوزها أيها الرجال - والذي هو الرغبة المفرطة في الجماع - فعظوها , وقول لها بأن الحياة الزوجية أكثر من مجرد هذا الرغبة الجنسية لإنه مطلوب منا الكثير غيرها وان كانت هي متعتنا , فالحياة ليست مجرد متعة فقط , وانما هناك الكثير غيرها كتنشأت الأجيال والسعي في أرزاقهم , فالحياة قائمة على المشاركة الفعالة من الطرفين كشريكين أو صديقين في طريق طويل ...
وان لم تتعظ بالموعظة الحسنة فعليكم بهجرها لفترة معينة من الزمن رغم حبكم لها لأن هذا الذي هي عليه من حال مؤسف هو ادمان كأي إدمان غيره ولابد من علاجه بمنعها عما هي مدمنة عليه ....
وأخير
وان لم ينفع معها كل هذا فأضربوها بأن تضربو عنها والذي يأتي هنا بمعنى الطلاق ,حيث أن المريض أو المريضة بمرض عضال كالأنانية وحب الذات لاأمل بشفائها ....
وهذا الموضوع قائم على الزوجين وحق لهما ...
أي أن المرءة التي يكون زوجها مصاب بهذا المرض العضال فمن حقها أن تتبع معه كل مراحل العلاج والتي يأتي الطلاق أخرها ....
وعليه
فلا يوجد شيئ اسم صفع المرءة باليد أو حتى بالمسواك كما هو مذكور بالحديث الدسيس , وإن هي إلآ بدعة سلفية بغيضة لوضع فوارق طبقية بين الذكر والإنثى في عقيدتنا السمحة ماأنزل الله بها من سلطان .

كل الود والإحترام للجميع .
وهذا هو تفسير العبد لله أخوكم محمد فادي الحفار

0 التعليقات:

Leave a Comment

Back to Home Back to Top محمد فادي الحفار. Theme ligneous by pure-essence.net. Bloggerized by Chica Blogger.