الفارق بين القتل والموت في القرآن الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



يرى البعض بأن دعوة محمد ( ص ) كانت لينة رحيمة قبل هجرته من مكة الى المدينة وبحيث قوية شوكته هناك فأصبح القرآن الكريم مليئ بآيات القتل مما يؤكد بأنه كتاب بشري من صنع محمد ( ص ) وليس بكلام الله لإنه يؤكد على انتقال محمد ( ص ) من حالت نفسية الى أخرى...
ومكامن الخطاء في هذا القول عزيزي القارء الكريم تقع على عاتق من فسر كلمة ( قتل ) في القرآن الكريم على أنهاء إنهاء للحياة بمعنى الموت لأن هذا غير صحيح كونها تأتي أحيان كثيرة بمعنى إنهاء لوظيفة أو انهاء لمرحلة وإستعداد للدخول فيما بعدها.
اذا
فالقتل لايأتي دائما بمعنى الموت وإن كان الموت واحد من حالات الإنتقال من مرحلة لإخرى والتي هي كثيرة كما سيتضح لنا.
وعليه
تعال معي بجولة في آيات الذكر الحكيم نلاحق بها كلمة ( قتل ) لنرى مدلولاتها.
يقول المولى تبارك وتعالى في ذكره الحكيم التالي:

((( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ))) التوبة 29

إذا
فإن المطلوب منا هنا أن نقاتل الذين لايؤمنون بالله ولايقيمون شرائعه من أهل الكتاب حتى نأخذ منهم الجزية وهم صاغرون...
وحتى هنا هي شرطية القتال حتى نأخذ الجزية ...
أي أننا لن نتوقف عن قتالهم حتى نأخذ منهم الجزية ...
وعليه
كيف سنأخذ الجزية ممن كان قد مات؟؟
أي أنه ولو كان القتل هنا بمعنى إنهاء الحياة بالنسبة لمن سأقتله فهذا معناه بأنني لن أخذ الجزية منه كونه قد مات مما يلغي الحاجة لوجود حتى الشرطية في هذه الآية الكريمة.
اذا
فإن القتل هنا يكون كالتالي:
نقاتل الذين لايؤمنون بالله من أهل الكتاب ( أصحاب العلم والقدر وصدارة المجالس عند الناس ) بأن نجلس لهم كل مجلس ونضيق عليهم الخناق بطرحنا العقلاني الذي يسفه أفكارهم وأمالهم الزائفة حتى يعلنو افلاسهم الفكري ويقرو بخطأهم والذي هو جزيتنا منهم .
كما وأن الآية الكريمة التالية توضح هذا القول تمام فتقول:

(((فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ان الله غفور رحيم ))) التوبة 5

وهنا نرى بأن شرحي السابق لامجال لنقضه من أن القتل يكون في مجالس العلم والفكر والتي أمرنا أن نجلس لهم فيها ونضيق عليهم الخناق حتى يعودو عن غيهم.
فإن عادو وتابو فعلينا أن نخلي سبيلهم بأن لانعترض مجالسهم مرة أخرى..
ولو كان القتل هنا بمعنى الموت أو إنهاء الحياة لما كان هنا مجال للتوبة ولأصبحت الآية الكريمة ركيكة في المعنى كونها تقول لنا ( قاتلهم ... فإن تابو ... فخلو سبيلهم ) ...
فكيف سيتوب الميت وكيف سأخلي سبيله؟؟
وعليه
فإن القتل هنا ليس بإنها للحياة وهذا مما لاشك فيه عندي ...
وإنما هو إنهاء لمرحلة من الكبر والعناد عند من يظن نفسه من أهل الكتاب والعلم وإنتقاله الى مرحلة أخرى جديدة من إيمانه بما وضحته له أنت من الحقائق.
أذا
فإن آيات الذكر الحكيم التي جائت على ذكر كلمة ( قتل ) هي كثيرة ...
والقتل هو عبارة عن إنتقال من مرحلة لأخرى أو إنهاء مرحلة وإبتداء مرحلة جديدة...
وعليه
فإن الموت ممكن أن يكون حالة من حالات القتل لإنه انتقال من حياة لحياة أخرى.
ولايمكن للقتل أن يكون هو الموت بالمعنى الحرفي للكلمة لأن قتل الفكرة في رآس صاحبها لاتعني موت صاحبها.
فقتلنا للحياء يكون بقتل عقائدهم الباطلة حتى يفقو للحق ويعودو لله, فهذه هي جزيتنا الصحيحة والوحيدة منهم والتي لابديل عنها.
وأما الجزية المادية التي فرضها أهل الحديث الدسيس فهي إن دلت فإنما تدل على أطماعهم الأرضية التي لاحدود لها بأن جعلو جزية المؤمن من الكافر بضعة دريهمات وإنتهى الأمر!!.

وكل الود والإحترام للجميع
وبإنتظار تعقيبكم وتساؤلاتكم عن أي آية كريمة ورد فيها كلمة قتل لنشرحها ونفسرها معا.

Back to Home Back to Top محمد فادي الحفار. Theme ligneous by pure-essence.net. Bloggerized by Chica Blogger.